الأسرة النواة الأولى واللبنة الأساسية في تكوين المجتمع، مصدر استقراره في جميع الجوانب وعلى رأسها الجانب النفسي، وقد حرصت المجتمعات منذ القدم على سلامة هذا الكيان والحفاظ عليه من العواصف لأن سلامته تعني سلامة المجتمع بأكمله. وعلى كثر المهددات التي قد تعصف بسلامة الأسرة إلا أن الطلاق يُعد المهدد الأول لها، مهما كانت صورته وأيما كان مسماه، لما له من نتائج سلبية بعيدة المدى على الأفراد، وما زال المختصون والباحثون في الجانب الاجتماعي والنفسي يولون الطلاق أهمية كبرى ويبادرون إلى تتبع أسبابه التي تختلف من جيل إلى آخر، والأثر السلبي ثابت لا يتغير. وكشف مختصون في علم النفس لـ«عكاظ»، عن 3 أسباب للطلاق العاطفي تتمثل في الكتمان، وعدم المصارحة بين الزوجين، وكذلك ترك المشكلات والخلافات عالقة دون وجود حل لتلك الأسباب.
وبينت المستشارة النفسية الأستاذ المساعد بقسم تطوير الذات الدكتورة عبير بنت علي محمد رشيد، أن الطلاق العاطفي هوأحد أنواع الطلاق ومسمياته الحديثة، وأصبح ظاهرة اجتماعية خطيرة جاءت لتصدع كيان الأسرة وتهز استقرارها، ويعرف الطلاق العاطفي بأنه حالة من الفتور وعدم التفاهم بين الزوجين في الأمور الحياتية المشتركة ومن ثم الانفصال في كل شيء حتى يصبحا غريبين متزوجين، يجمعهما السقف الواحد ولا تجمعهما المودة والرحمة والاحترام والإحسان ويصبح واضحا جليا هذا الخلل لجميع أفراد الأسرة وإن ظهر للمجتمع خلاف ذلك.
عدم الثقة
وأشارت الدكتورة عبير إلى أن المطلق يمر عاطفيا بمراحل تبدأ بمرحلة عدم الثقة ومن ثم زعزعة وفقدان الحب والاحترام وعدم التقبل والأنانية تجاه الطرف الآخر حتى يصلا إلى مرحلة الصمت الزواجي، وهي المرحلة التي تسبق الطلاق الرسمي إن لم يكن هناك سبب قاهر يلزم استمرارية هذا الزواج بصورته المهشمة داخليا والركيكة خارجيا. وأضافت الدكتورة عبير: مما لا شك فيه أن آثار الطلاق العاطفي لا تنحصر على الزوجين فحسب، بل تمتد آثارها السلبية على الأبناء وسلامتهم النفسية، وقد يكون هذا النوع من الطلاق أشد وطئا من الطلاق الرسمي لأن الطلاق العاطفي حالة دائمة لا نهاية لها من التشتت وعدم الاستقرار والقلق والضبابية، فهو ليس كأي أزمة تبدأ بالألم وتنتهي بالتقبل والأمل، بل دوامة بداياتها غير واضحة وليس لها نهاية حاسمة. وأفادت الدكتورة عبير بأن أفراد الأسرة المطلقة عاطفيا يعيشون مراحل الفقد الخمس المعروفة من الإنكار ثم الغضب ثم المساومة ثم الاكتئاب بشكل مستمر دون الوصول إلى مرحلة القبول والسلام الداخلي وهي المرحلة الأخيرة من مراحل الفقد حسب تعريف المختصين في سيكولوجية الفقد، وبذلك يعيش الأبناء في حالة مستمرة من القلق وعدم الاتزان النفسي والوجداني والخوف من مستقبلا غير واضح الملامح وغير قابل للتنبؤ به، بعيدين كل البعد عن الهدوء والاستقرار النفسي.
آفة خطيرة
وشددت الدكتورة عبير على أن الطلاق العاطفي آفة خطيرة تصيب الحياة الزوجية وتهدد سلامة الأسرة النفسية وتؤثر على استقرارها وتكاتفها، وهو ظاهرة باتت واقعا ملموسا في مجتمعنا تتطلب التدخل السريع من قبل المتخصصين في مجال الإرشاد الأسري، وهذا المجال يعتبر شبه غائب حاليا في مجتمعنا ومعمول به على يد المجتهدين غير المختصين ولا المؤهلين للعمل في هذا المجال. وأكدت الدكتورة عبير أهمية تفعيل دور الإرشاد الأسري في مجتمعنا؛ نظرا لأهميته البالغة لمواجهة التحديات التي تصيب الأسرة، باحترافية ومهنية، ويتطلب هذا الدور سرعة العمل على برامج التوجيه والإرشاد المعني بها الأزواج في كل مرحلة من مراحل زواجهم بهدف رفع مستوى الوعي بمسببات الطلاق العاطفي وآثاره السلبية على كيان الأسرة ككل وعلى الأبناء على وجه الخصوص وكيفية التعامل معه في أوائل ظهوره وتداركه قبل فوات الأوان، إضافة إلى تزويد الأزواج بفنيات مواجهة المشكلات الزوجية، ورفع الكفاءة الذاتية لديهم وتعزيز دور الحوار الهادف في ما بينهم والتأكيد على الوعي بمبدأ الزواج وأهمية سلامته على الفرد والمجتمع.
غياب المشاعر
من ناحيتها، أوضحت أستاذ علم النفس المشارك الدكتورة عائشة حجازي أن الحياة تحت سقف واحد في غياب المشاعر والعواطف لها عدة تأثيرات في جوانب مختلفة من حياة الأسرة ككل، فحرص الزوجين على الحفاظ على شكل الأسرة أمام المجتمع، والخوف من فكرة الطلاق المعلن يؤدي إلى أن تصبح هذه الأسرة كالبركان الخامد المملوء بالحمم من الداخل يوشك أن ينفجر، وكل من في هذه العائلة ينتظر ويترقب بتوتر وقلق. وأوضحت حجازي أن الأساس في العلاقات الزوجية المودة والرحمة والحب فإذا توقفت أو تلاشت لجأ الزوجان إلى الصمت أو المجاملات ومن ثم يعلو صوت النقاشات والمهاترات التي تبدو وكأنها حقيقية وما هي إلا غطاء لهذه العلاقة الصامتة، وهذا النوع من الأسر وفي ظل الطلاق العاطفي الصامت ينشئ جيلا متوترا قلقا قد يصل لمستويات من الاضطراب النفسي تحتاج إلى فترات طويلة من العلاج؛ نظرا لاهتزاز شخصياتهم وفقدان الإحساس بالثقة بالنفس والمسؤولية والتقلبات المزاجية، وكذلك التخوف من فكرة تكوين أسرة في ما بعد بشكل خاص والقلق من الفشل في بناء علاقات اجتماعية سليمة مع الآخرين عامة.
علاقة سامية
وبدورها، رأت المستشارة الأسرية النفسية هدى إبراهيم البريدي أن العلاقة الزوجية علاقة سامية تقوم على مبادئ كثيرة؛ منها التفاهم والاحترام والمحبة والترابط والحوار والمصارحة وتقبل شريك الحياة بعيوبه ومحاسنه إذا فُقد بعض منها تتأثر العلاقة الزوجية ويحدث ما يُسمى بالطلاق العاطفي الذي بدوره يؤثر على كيان الأسرة وتماسكها، وأشارت البريدي إلى أن أسباب الطلاق العاطفي كثيرة ولعل أهمها وأخطرها التي تحتاج الأخذ بعين الاعتبار الكتمان وعدم المصارحة بين الزوجين وترك المشاكل والخلافات بينهما عالقة دون الوصول لحل مرضٍ، وبذلك تتراكم المشاعر السلبية تجاه بعضهما ويبدأ كل منهما بالانغلاق على نفسه ويصبح له عالمه الخاص بعيداً عن الآخر وقد يلجأ البعض للخيانة الزوجية أو الطلاق أو غيره من الحلول التي قد تتسبب في تفاقم المشكلة أكثر وأكثر وتهدم بناء الأسرة وتشتت الأبناء.
ولتفادي الوقوع في الطلاق العاطفي كشفت البريدي بأنه يتطلب على الزوجين المسارعة بحل الخلافات والمشاكل التي تواجههما أولاً بأول وأن يجعلا الحوار الهادف والمصارحة شعاراً لهما للحفاظ على أمن أسرتهما واستقرارها.
وبينت المستشارة النفسية الأستاذ المساعد بقسم تطوير الذات الدكتورة عبير بنت علي محمد رشيد، أن الطلاق العاطفي هوأحد أنواع الطلاق ومسمياته الحديثة، وأصبح ظاهرة اجتماعية خطيرة جاءت لتصدع كيان الأسرة وتهز استقرارها، ويعرف الطلاق العاطفي بأنه حالة من الفتور وعدم التفاهم بين الزوجين في الأمور الحياتية المشتركة ومن ثم الانفصال في كل شيء حتى يصبحا غريبين متزوجين، يجمعهما السقف الواحد ولا تجمعهما المودة والرحمة والاحترام والإحسان ويصبح واضحا جليا هذا الخلل لجميع أفراد الأسرة وإن ظهر للمجتمع خلاف ذلك.
عدم الثقة
وأشارت الدكتورة عبير إلى أن المطلق يمر عاطفيا بمراحل تبدأ بمرحلة عدم الثقة ومن ثم زعزعة وفقدان الحب والاحترام وعدم التقبل والأنانية تجاه الطرف الآخر حتى يصلا إلى مرحلة الصمت الزواجي، وهي المرحلة التي تسبق الطلاق الرسمي إن لم يكن هناك سبب قاهر يلزم استمرارية هذا الزواج بصورته المهشمة داخليا والركيكة خارجيا. وأضافت الدكتورة عبير: مما لا شك فيه أن آثار الطلاق العاطفي لا تنحصر على الزوجين فحسب، بل تمتد آثارها السلبية على الأبناء وسلامتهم النفسية، وقد يكون هذا النوع من الطلاق أشد وطئا من الطلاق الرسمي لأن الطلاق العاطفي حالة دائمة لا نهاية لها من التشتت وعدم الاستقرار والقلق والضبابية، فهو ليس كأي أزمة تبدأ بالألم وتنتهي بالتقبل والأمل، بل دوامة بداياتها غير واضحة وليس لها نهاية حاسمة. وأفادت الدكتورة عبير بأن أفراد الأسرة المطلقة عاطفيا يعيشون مراحل الفقد الخمس المعروفة من الإنكار ثم الغضب ثم المساومة ثم الاكتئاب بشكل مستمر دون الوصول إلى مرحلة القبول والسلام الداخلي وهي المرحلة الأخيرة من مراحل الفقد حسب تعريف المختصين في سيكولوجية الفقد، وبذلك يعيش الأبناء في حالة مستمرة من القلق وعدم الاتزان النفسي والوجداني والخوف من مستقبلا غير واضح الملامح وغير قابل للتنبؤ به، بعيدين كل البعد عن الهدوء والاستقرار النفسي.
آفة خطيرة
وشددت الدكتورة عبير على أن الطلاق العاطفي آفة خطيرة تصيب الحياة الزوجية وتهدد سلامة الأسرة النفسية وتؤثر على استقرارها وتكاتفها، وهو ظاهرة باتت واقعا ملموسا في مجتمعنا تتطلب التدخل السريع من قبل المتخصصين في مجال الإرشاد الأسري، وهذا المجال يعتبر شبه غائب حاليا في مجتمعنا ومعمول به على يد المجتهدين غير المختصين ولا المؤهلين للعمل في هذا المجال. وأكدت الدكتورة عبير أهمية تفعيل دور الإرشاد الأسري في مجتمعنا؛ نظرا لأهميته البالغة لمواجهة التحديات التي تصيب الأسرة، باحترافية ومهنية، ويتطلب هذا الدور سرعة العمل على برامج التوجيه والإرشاد المعني بها الأزواج في كل مرحلة من مراحل زواجهم بهدف رفع مستوى الوعي بمسببات الطلاق العاطفي وآثاره السلبية على كيان الأسرة ككل وعلى الأبناء على وجه الخصوص وكيفية التعامل معه في أوائل ظهوره وتداركه قبل فوات الأوان، إضافة إلى تزويد الأزواج بفنيات مواجهة المشكلات الزوجية، ورفع الكفاءة الذاتية لديهم وتعزيز دور الحوار الهادف في ما بينهم والتأكيد على الوعي بمبدأ الزواج وأهمية سلامته على الفرد والمجتمع.
غياب المشاعر
من ناحيتها، أوضحت أستاذ علم النفس المشارك الدكتورة عائشة حجازي أن الحياة تحت سقف واحد في غياب المشاعر والعواطف لها عدة تأثيرات في جوانب مختلفة من حياة الأسرة ككل، فحرص الزوجين على الحفاظ على شكل الأسرة أمام المجتمع، والخوف من فكرة الطلاق المعلن يؤدي إلى أن تصبح هذه الأسرة كالبركان الخامد المملوء بالحمم من الداخل يوشك أن ينفجر، وكل من في هذه العائلة ينتظر ويترقب بتوتر وقلق. وأوضحت حجازي أن الأساس في العلاقات الزوجية المودة والرحمة والحب فإذا توقفت أو تلاشت لجأ الزوجان إلى الصمت أو المجاملات ومن ثم يعلو صوت النقاشات والمهاترات التي تبدو وكأنها حقيقية وما هي إلا غطاء لهذه العلاقة الصامتة، وهذا النوع من الأسر وفي ظل الطلاق العاطفي الصامت ينشئ جيلا متوترا قلقا قد يصل لمستويات من الاضطراب النفسي تحتاج إلى فترات طويلة من العلاج؛ نظرا لاهتزاز شخصياتهم وفقدان الإحساس بالثقة بالنفس والمسؤولية والتقلبات المزاجية، وكذلك التخوف من فكرة تكوين أسرة في ما بعد بشكل خاص والقلق من الفشل في بناء علاقات اجتماعية سليمة مع الآخرين عامة.
علاقة سامية
وبدورها، رأت المستشارة الأسرية النفسية هدى إبراهيم البريدي أن العلاقة الزوجية علاقة سامية تقوم على مبادئ كثيرة؛ منها التفاهم والاحترام والمحبة والترابط والحوار والمصارحة وتقبل شريك الحياة بعيوبه ومحاسنه إذا فُقد بعض منها تتأثر العلاقة الزوجية ويحدث ما يُسمى بالطلاق العاطفي الذي بدوره يؤثر على كيان الأسرة وتماسكها، وأشارت البريدي إلى أن أسباب الطلاق العاطفي كثيرة ولعل أهمها وأخطرها التي تحتاج الأخذ بعين الاعتبار الكتمان وعدم المصارحة بين الزوجين وترك المشاكل والخلافات بينهما عالقة دون الوصول لحل مرضٍ، وبذلك تتراكم المشاعر السلبية تجاه بعضهما ويبدأ كل منهما بالانغلاق على نفسه ويصبح له عالمه الخاص بعيداً عن الآخر وقد يلجأ البعض للخيانة الزوجية أو الطلاق أو غيره من الحلول التي قد تتسبب في تفاقم المشكلة أكثر وأكثر وتهدم بناء الأسرة وتشتت الأبناء.
ولتفادي الوقوع في الطلاق العاطفي كشفت البريدي بأنه يتطلب على الزوجين المسارعة بحل الخلافات والمشاكل التي تواجههما أولاً بأول وأن يجعلا الحوار الهادف والمصارحة شعاراً لهما للحفاظ على أمن أسرتهما واستقرارها.